صعوبات وعي
تركي عبدالله السديري
في لقاءات ملتقى الإعلاميين العرب بالكويت، وما تم بعده من ندوات، ذكرتُ عبر ندوة سعودية بأن هناك بعض المضامين التي يتم التعامل معها شعبياً أو إعلامياً بحماس مطلق وقناعة بأنها حالات وصول نحو ما هو أفضل.. قلت مثلاً.. الحرية الإعلامية.. نحن في خليجنا لم تتألف لدينا بعد مجتمعات ناضجة التعليم والوعي، ومتفوقة الثقافات.. أبداً يوجد غير المتعلم.. ويوجد محدود التعلم ويوجد من يركض خلف مصالحه الخاصة عبر الإعلام وعبر الحرية المطلقة، وضربت مثلاً لذلك أسماء صحف معينة في أربع دول عربية على الأقل كان بعض كتّابها لا يرتدعون بأي حجة ويسقطون أهمية أي كرامة ويتجاوزون خصوصية أي مصلحة عامة؛ لأنهم يتقاضون عمولات أداء شهرية من خصوم الذين ينالهم قذفهم.. أحياناً يأتي استخدام الحرية الإعلامية المطلقة عن حسن نية فيؤدي ذلك الاستخدام إما إلى إثارة فتن نائمة لدى طرف آخر أو تلقين مستويات وعي بسيطة بمعلومات خاطئة..
ليس من السهل أن يتم تداول الحرية المطلقة إعلامياً اللهم إلا في بريطانيا وحدها، فبريطانيا مجتمع لا يستطيع رئيس وزرائه الإخلال بمادة قانون، ولا يتعرض أي صومالي فقير في لندن لمذلة تجاهل حقوقية، مادام يملك مشروعية مواطنة أو مشروعية إقامة..
هل الكتابة وحدها مصدر انطلاقات حريات آراء غير منطقية أو مؤهلة لإيذاء آخرين أو ترمي بتهم غير شرعية؟.. بالطبع لا.. على سبيل المثال حين قام خطيب جامع بادعاء أن الصحافة لم تقف بجانب دولتها حين شاع ترويج لتظاهرات، وكذَب بتحديد العدد، الذي أدانته بلغة محترمة الزميلة حسناء القنيعير، مؤكدة أنه كانت هناك عشرات المقالات الرافضة لذلك الاستفزار.. ولم يتوقف الأمر عند ذلك الرجل حيث احتضنت عدة مواقع في النت توجيه اتهامات بذيئة وغير شرعية، ومع ذلك مرت دون أن يهتم بها أحد لأن من استهدفوا بالشتم من الإعلاميين يعون جيداً ما هي دوافع التحريض، ويعون أيضاً أن مسؤولياتهم هي أكبر من ذلك التدني..[size=24][/size]